ثقافة تؤسس للمواطنة والتنمية
الرهانات:
لا شك أن المسألة الثقافية تعدّ من التحديات الكبرى بالنسبة للحكومات. فالثقافة تخوّل لكل مواطن الاندماج والتجذّر في المجتمع الذي ينتمي إليه وهي عنصر أساسي في مجتمع عصري يساعد على تعميق معرفة الذات والمحيط وبالتالي الإحساس بالانتماء. تبدو الثقافة اليوم كركيزة للعديد ن التحديات: التحدي الثقافي المرتبط بالحفاظ على التنوع، التحدي الاقتصادي الذي يمكن المبتكرين التونسيين من التموضع الجيد للمنافسة في الأسواق…
التحدي الأساسي يتمثل في خلق ظروف الازدهار الثقافي والتنمية البشرية في تونس. وفي هذا الاتجاه ضرورة إحياء تراثنا الثقافي الغني لدعم والحوار مع فنانينا المعاصرين والذي سيعيد الثقة ويحفز الخلق والابداع. تطلب الثقافة كأداة تجارية وعنصر إشعاع للبلاد تحالف مختلف الفاعلين في التنمية: الدولة، القطاع الخاص والجمعيات التي يتحتم عليها تظافر جهودها للغرض. المبادرة بوضع استراتيجية لتثمين والنهوض بالموروث الثقافي. وضرورة أن تتخذ هذه الاستراتيجية بعدا دوليا لكونها تسمح بالانتشار الواسع للمنتوج الثقافي ولا سيما عن طريق تنظيم فعاليات نوعية وأرضيات للقاء بين المبدعين والمهنيين في عالم الفن.
رؤية آفاق تونس:
تشكل الثقافة حافزا للخلق والابداع ورافدا للتجديد. تجسد بالهوية والتجذر والالتزام تجاه المجتمع. كما تعتبر الثقافة رافدا للديمقراطية والحوار والانسجام الاجتماعي والتنمية الاقتصادية. تؤمن آفاق تونس بأن الميزة الأساسية للثقافة تكمن في كل من الجانب الاقتصدي والفني. تحث آفاق تونس على بروز شعب ثقافية قوية قادرة على الإشعاع عالميا مع الحرص على حماية الملكية الفكرية للفنانين. وتعا لذلك يتوجب على الدولة إعداد أرضية ملائمة للثقافة لكل المواطنين وفي كل الاختصاصات ويتأتى ذلك خاصة بدعم الإبداع ومدّ يد المساعدة للفنانين حتى يعملوا بحرية وثبات.
نعتقد في آفاق تونس أن الفن والثقافة يساهمان بفاعلية على تغيير سريع وملموس للأحياء الشعبية. كما نعتقد أن سياسات دعم التنوع الثقافي أساسية لبروز فنانين قادرين على التميز محليا ووطنيا وعالميا.
10 برامج رئيسية:
1. إضفاء ذوق جديد للثقافة: من خلال واقعنا اليومي نعاين أنه ليس كل أطفالنا لديهم منفذ للفعاليات التربوية والثقافية. بالرغم من أنه في السنوات الأولى من عمر الطفل تخلق لديه الرغبة في الثقافة. وستكون أولويتنا في هذا المجال تيسير النفاذ للثقافة من مقتبل العمر وتواصل هذا المجهود إلى الشباب والعائلات. سيتمكن 100% من الأطفال من التمتع بتربية فنية وثقافية. ولتحقيق ذلك، يتوجب تدعيم التعاون بين وزارة الثقافة ووزارة التربية ووزارة التعليم العالي لضمان إقحام الأنشطة الثقافية طوال سنوات الدراسة مع توفير الإمكانيات الضرورية لذلك.
2. ثقافة القرب: تعزيز النفاذ إلى الثقافة الأدبية والفلسفية والتاريخية عبر كامل الجمهورية، وذلك اعتمادا على المكتبات ودور الشباب ودور الثقافة باعتبار عطل نهاية الأسبوع. إعادة النظر في مهام دور الشباب ودور الثقافة وذلك بجعل أنشطتها أكثر جاذبية للشباب. كما يتوجب أن يتم انجازه بتصميم يراعي القرب الجغرافي من مختلف مؤسسات التعليم. وسيتم دعوة المدن والبلديات لتطبيق سياسات ثقافية خاصة بهم ترتكز على تنمية النفاذ الشرعي للثقافية وكذلك على مشاريع أقرب إلى السكان المحليين. تركيز آليات لسياسة المدن تفضي إلى إنشاء روابط جديدة بين “الثقافي والاجتماعي”.
3. تطوير آليات تعاون وتشاور بين القطاعات والتخصصات. تركيز آليات جهوية للتشاور في الفن والثقافة. فتح طرق التواصل الدائم بين وسط الأعمال ووسط الثقافة. دعم الروابط بين الوسط الثقافي وقطاعات أخرى من المجتمع المدني.
4. تحسين حوكمة وتمويل الفنون والثقافة. رفع مستوى التمويل المتأتي من الإدارات العمومية. تشجيع القطاع الخاص على دعم الفنون والثقافة في تونس. دعم انتاج أعمال الفنانين والمنظمات الثقافية
5. تشجيع تطوير المؤسسات الثقافية كالمتاحف والمكتبات وأروقة عرض الفنون ومعاهد الموسيقى والمسارح. يتوجب على هذه المؤسسات أن تكون مسيرة مباشرة من طرف جمعيات وخواص حيث يكون للدولة دور المحفز والمساند (عن طريق المساعدات المادية، بشرية أو مالية).
6. تشجيع الفنانين والابتكار الفني بمراجعة نظام الحافز المالي، يتوجب على الدولة الالتزام وجعل أولوية لفائدة الابتكار الفني. يرافق هذا الدعم المبتكرين نحو التميز ويضمن لهم الاندماج في شبكات وطنية ودولية. الاندماج التدريجي في المساهمة بمنظومة الضمان الاجتماعي للفنانين بآليات دولية.
7. فرض احترام حقوق المؤلف وحماية الملكية الفكرية والثقافية كل المؤلفات والانجازات الفنية والمؤلفات الأدبية والمؤلفات الموسيقية والسينمائية
8. ملائمة السياسة الثقافية والحقيقة الرقمية. تطور إمكانيات الوسط الثقافي واستيعاب المنعطف الرقمي. يجب أن تكون الرقمنة وسيلة لنشر الثقافة في كل جهات البلاد: البث المباشر في الساحات العمومية ومناطق الظل للعروض المقدمة في إطار المهرجانات. اعتماد استراتيجية رقمية في المتاحف لتثمين الموروث الثقافي.
9. دعم مفهوم الصناعة الثقافية بغرض زيادة حظوظ مبياعات المنتجات
10. بعث موروث حي: يتوجب على التونسيين أن يكونوا أكثر ارتباطا بموروثهم ومنتوجاتهم الفنية. لتشجيع الابتكار الفني، يتوجب على الدولة إسناد منح وحث المؤسسات المالية لتوفير قروض ميسرة بفائدة مخفضة للمشاريع ذات الطابع الفني في مختلف التخصصات. مع وعينا للثراء الهائل لموروثنا المشترك كعامل تنمية اقتصادية وجذب للبلاد. يستحق هذا الموروث العناية والتثمين